في الفترة الممتدة من شهر يناير 2019 حتى شهر مايو من نفس هذا العام ، أقامت الحركة المدنية الديمقراطية عدد من الندوات التوعوية الهامة ، التي تحدثت وناقشت وتطرقت إلى جملة من القضايا والمشكلات والمواضيع ، المتفرعة من هذه القضايا والمشكلات .
شارك فيها العديد من منظمات المجتمع المدني الشريكة للحركة في نفس الهموم والاهداف ، وحفلت هذه الندوات بمشاركة الكثير من قيادة العمل المدني والنشاط العام ، إلقاءاً ، وتدخلا ، ونقاشاً ، وسط حضور كبير ، ولافت من الجنسين ، في جميع الندوات التي عقدتها الحركة ، وقد كان الحضور في تلك الندوات ، متنوع ، وممثل لجميع الاتجاهات السياسية والمدنية والأمنية والعسكرية.
وبمعنى آخر، حضور كبير من كافة الشرائح والفئات الاجتماعية .
أثناء هذه الندوات ، اتضح جليا ، بأن شعبنا بكافة فئاته ، لا يزال عصيا على كل من اراد تطويعه ، أو تركيعة، أو انهاكه ، أو كسر إرادته الشامخة ، عبر الأحداث التي توالت عليه ، ابتداء من الانقلاب في 2019-9-21 الذي أراد مدبروه كسر إرادة أبناء العرب ، في هذه الجغرافيا العربية الهامة من العالم.
لقد أثبتت هذه الندوات من خلال النقاشات التي دارت أثناء انعقادها ، بإن الإرادة الصلبة للفراسة المدنية الحرة الأبية المقاومة ، لكل مضاد للكرامة ، والحرية ، والاستقلال ، والتحرر من العبودية ، والتبعية المذلة، لاتزال قوية ، صلبة ، مقاومة لكل اختراق ، وهذا فضل و منه من العلي القدير ولله الحمد .
إن الندوات المنفذة في عدن الأبية ، قد كانت بمثابة استفتاء على توجهين الأول : يريد للحياة العامة للناس ، أن تستمر في درب الذل والمهانة والتخلف والعبودية والارتهان ، لحكم العسكر، والمرتزقة ، واللصوص ، والمتنفذين ، وناهبي المال العام ، وأراضي الدولة والمواطنين ، وبين درب منشود ، مُستحب ، محبب إلى نفوس الناس ، متسع لكل الناس، مليئ بمروج الحرية ، وجنيات العدالة ، وحدائق المساواة ، ومنابت النظام والقانون ، وبساتين المواطنة المتساوية ، ومراتع التعايش ، ومتنزهات التسامح ، ومزارع الإستقرار والأمن والأمان والازدهار.
وهذا الدرب ، هو درب الدولة المدنية الاتحادية الديمقراطية ، التي نتوحد فيها على السيادة ، ونتنوع ، و نتعدد، فيما يتعلق بإدارة شؤون حياتنا اليومية . وهذا هو نبل فكرة الدولة الاتحادية الديمقراطية بسياقها السياسي البرلماني النسبي.
لقد ابتدأت الندوات بالتركيز على المعضلة الأولى ، التى تعاني منها مدينة عدن وبقية المدن الاخرى ، ألا وهى : مشكلة الأراضي فكانت الندوة الاولى بعنوان : (( التصرف غير القانوني بالأراضي والتعدي عليها تدمير للمستقبل))
حيث عقدت الندوة في يوم السبت الثاني من شهر شهر فبراير /شباط 2019م .
شارك في الندوة من الجانب الرسمي الإداري كل من الأخوين :
الشيخ هاني بن محمد اليزيدي مدير مديرية البريقة والأستاذ/ خالد سيدو مدير مديرية صيرة.
وفي الندوة تحدث الأخ مدير مديرية البريقة معبرا عن واقع معايش له ، منذ كسر قوات الانقلابيين من عدن ودحرهم قائلاً : (( إن ما تشهده العاصمة الموقتة عدن ، من أعمال بسط ، وبناء عشوائي ، ونهب ، لا تشهده الإ الدوال التي تفقد وجود الدولة ، وهو وضع مقلق، ومهدد للأمن والسلم المجتمعيين . ونبه إلى أن مساحة مديرية البريقة ، تمثل ثلثي مساحة عدن ، وأغلبها مساحة بيضاء ، لكنها مهددة حاليا ، وبات جزء كبير منها مغتصبا ، من قبل نافذين يحملون مسميات مشايخ في البريقة .
أما الأخ مدير مديرية صيرة، فقد أشار إلى أنهم كسلطة محلية ، يعانون من ضعف الامكانيات ، التي كان بإمكانها - في حالة توفرها - أن تجعلهم قادرين على ردع الباسطين ، فضلا عن وقوف سلطات القضاء في صف النافذين في بعض الحالات
وقد خلصت الندوة الى بعض التوصيات ، المؤكدة على أن هذا الملف ، قد أصبح يهدد الأملاك العامة والخاصة
وفي يوم 16/2/2019م عقدت الحركة ندوة بعنوان (( صرف العملة مفتاح السقوط في مستنقعات الفقر )) وقد حظيت هذه الندوة بمشاركة لافتة ، من قبل المختصين ، والمهتمين بالملف الاقتصادي ، وخصوصا الشق المالي منه ، وأكدت الندوة من خلال الورقة التي قدمت ، و المداخلات والنقاشات ، الى مسؤولية الدولة ، ووزارة المالية خاصة ، ثم البنك المركزي بتحديد أخص ، عن تدهور سعر العملة المحلية ، وأنه ما لم تقدم المعالجات السريعة والفاعلة ، فإن ما تبقى من ملامح الاقتصاد المحلي ، سوف تتلاشى ، وبالتالي ينهار ما تبقى للدولة من رمزية .
أما في يوم م23/2/2019 فقد نظمت الحركة ندوة بعنوان (( التعليم طريق التغيير الإيجابي للسلوك المجتمعي ومفتاح للتنمية والرقي ))
حضيت هذه الندوة بتغطية واسعة من قبل وسائل التواصل الاجتماعي مثل موقع (( مندب برس)) و (( سبأ نت )) و (( وطن نيوز )) و (( كريتر سكاي )) وموقع (( المانشيت )) و (( عدن بوست )) و (( الوطن نيوز )) و (( هنا عدن )) و (( المدنية نت )) و (( يمن سكاي )) و (( يمن نيوز )) .
وفي يوم م2/3/2019 نظمت الحركة ندوة (( تنظيم إنتشار حركة الدراجات النارية في الشوارع ضرورة , لأمن الطريق والمجتمع ))
حضر الندوة نخبة من الشخصيات المجتمعية ، والكوادر المثقفة ، والأمنية ، وقيادات وأعضاء منضمات مدنية مختلفة
وقد أثريت هذه الندوة بالنقاشات والآراء المتنوعة .
ومن أهم ما دار في هذه الندوة التالي :
1- أشار الأخ هاني اليزيدي ، مدير مديرية البريقة ، إلى مخاطر وسلبيات انتشار الدراجات النارية ، وكيف أنها باتت ظاهرة سلبية ، تنشر الموت والخراب ، وأداة مهمة للقتل والاغتيالات ، وأكد على أن سبب انتشارها يعود للظروف التي مرت و تمر بها عدن بعد الحرب ، حيث انهارت وتفلتت الدولة ، وأجهزتها المختلفة .
2- اقترح مدير البريقة إلى قيام عملية منسقة ، ما بين المديريات ، باشراك السلطة المحلية ، وإدارة أمن عدن لرصد وتنظيم الدراجات بكل مديرية بشكل منفضل ، حتي يسهل متابعتها ورصدها .
3- أكد على أن الوضع الذي تمر به عدن ، وهو وضع استثنائي وخطير ، يحتاج للجدية وتكاتف الجهود أمام المخاطر المحدقة بعدن وأهلها .
4 – كشف الاخ العقيد / فضل سالم نائب مدير أمن عدن ، عن وجود توجهات بترقيم الدرجات النارية ، وهي خطوة – إن تمت – ستسهل من رصد ، وحصر ، ومتابعة الدراجات ، وتنظيم حركتها وانتشارها.
5- أشار مساعد مدير أمن عدن ، إلى أن رجال المرور غير مدربين ن ولا مؤهلين بالشكل الكافي ، وأن 800 منهم جدد التحقوا بالخدمة مؤخرا .
6- كثرة السيارات بعدن ، وقدم الشوارع وضيقها ، مثلت سبب في اكتظاظها بالسيارات ، وبالتالي لجأ العديد من المواطنين ، الى استخدام الدراجات النارية .
7- أشار مساعد نائب مدير أمن عدن ، إلى عدم وجود تنسيق مع مكتب النقل ، مما تسبب في انتشار قاطرات النقل الثقيلة في الشوارع ، التي تتسبب في الإزدحام وتعطيل حركة السير .
8- أُقْتُـِرح في الندوة إضافة عجلة ثابتة ، إلى الدرجات النارية ، حتى لا تستخدم في عمليات الاغتيالات والجرائم الاخرى ، التي يستغل القتلة والمجرمين ، خفة وسرعة الدراجة النارية ذات العجلتين للهروب بعد تنفيذ مهامهم الإجرامية .
9- خلصت الندوة إلي أهمية وضع حد نهائي وجذري لانتشار الدرجات النارية ، كونها قد باتت تشكل خطراً داهم لأمن المجتمع ، يستغلها المجرمون وعصابات القتل ، في تنفيذ مها مهم الإجرامية باراقة الدماء داخل عدن .
وفي يوم م9/3/2019 نظمت الحركة ندوة بعنوان : "دعم التربية والتعليم دعم المجتمع الواعي
حيث لاقت الندوة حضورا لافتا ، وحظيت بنقاشات عديدة ، و قد طرح المشاركون في الندوة ، الكثير من الملاحظات ، والآراء والمقترحات .
ومن تلك الآراء التي طرحت ، ما أشار إليه عضو الحركة المدنية الديمقراطية الاخ عمر ناصر ، حيث قال " إن التبرية والتعليم هي قيم وأخلاق وسلوك ، ومغادرة للحياة الحيوانية ، التي كان عليها الإنسان قبل التعليم "
وأضاف ناصر إلى أن هذه الندوة تاتي مكملة للندوة السابقة ، والتي ناقشت مستوى التعليم وسبل تطويره في العاصمة المؤقتة عدن .
ومن ضمن المداخلات التي القيت في الندوة ، مداخلة التربوي ( عيدروس محمد ) ، الذي أعتبر أن مشكلة تدهور التعليم من وجهة نظره ، تعود إلى الثقافات الوافدة التي غيرت من ثقافة المجتمع العربي والمحلي .
وأن الإهمال من قبل الآباء والمدرسين والمعنيين ، قد أسهم بشكل مباشر في تدهور التعليم ، وأن إسناد الأمور التربوية والتعليمية إلى غير أهلها ، سبب آخر ، من أسباب التدهور ، مشيرا إلى أنه في السنوات الأخيرة ، قد أدخل أشخاص إلى سلك التربية والتعليم ، ليس لهم علاقة لا بالتربية ولا بالتعليم .
من جانبه أعتبر الأخ/ علي الصلاحي رئيس مجلس الآباء بمديرية البريقة ، أن إلزام المدرسين بالحضور ، وأداء واجباتهم والاهتمام بهم ، وكذلك حل مشكلة النقص في المناهج المدرسية ، أمور يجب حلها ، مطالبا بتشغيل مطابع الكتاب المدرسي في عدن .
وأكدت الاستاذة ( إنتصار عبد الله ) مديرية ثانوية خليفة في مديرية المنصورة ، إلى أن القضاء على عملية الوساطات في الجانب التربوي ، وكذلك إنهاء عملية ترفيع الطلاب أمر لا بد منه ، لتصحيح العملية التعليمية عموما .
وفي يوم 30 / 3 / 2019م أقامت الحركة ندوة بعنوان " النهوض بالقطاع الصحي واجب وطني وإنساني " .
وقد شارك في الندوة العديد من قيادات السلطة المحلية والحزبية بعدن ، ومن المختصين في القطاع الصحي ، وقيادات المجتمع المدني .
كان من الحضور المهندس / غسان الزامكي وكيل محافظة عدن ، والدكتور زكريا القعيطي مدير القطاع الصحي الخاص ، ومدير مؤسسة أمل الصحية ، والدكتورة سلوى بنت بريك ، رئيسة منظمة مكافحة المخدرات ، ومندوب من مستشفى أطباء بلا حدود .
حيث أشار الزامكي إلى أن العام 2019م سوف يشهد فيه القطاع الصحي بعدن ، إعادة تأهيل وافتتاح المستشفيات ، وفي مقدمتها مستشفى عدن ، ومركز القلب الذي يستمر فيه العمل بدعم من الصندوق السعودي للتنمية ، ومستشفى الجمهورية التعليمي ، كذا المجمعات الصحية في عموم مديريات عدن .
وتطرق مندوب " أطباء بلا حدود " إلى الدور الذي لعبته المنظمة أنثاء الحرب ، وما قدمته من خدمات للجرحى والمرضى ، حينما كانت معظم مرافق القطاع الصحي في عدن مشلولة بسبب ظروف الحرب .
أما الدكتور القعيطي فقد تحدث عن القوانين الصحية الناقصة ، وقصور التنسيق مع السلطة المحلية ، بغرض إصدار قرارات قوية ، حتى تتمكن لجان التفتيش من محاسبة المستشفيات العامة والخاصة .
أما المشاركون ، فقد تطرق العديد منهم ، إلى عدة عوامل ، أدت إلى تدهور العملية الصحية ، ومنها : " اتلاف الأدوية المقدمة من المنظمات ، وبيعها في السوق السوداء ، ثم تحول بعض الصيدليات لبيع الأدوية المخدرة ، وإلى الصعوبات المالية والإدارية ، في القطاع الصحي ، وما أصابه من فساد ، مع عدم وجود موازنة كافية لهذا القطاع .
هذا وقد خلصت الندوة إلى العديد من التوصيات .
و في يوم 14 / 4 / 2019م أقامت الحركة ندوة بعنوان : " دور المرأة في المجتمع وانتقالها من التمثيل الشكلي إلى التأثير الفعلي " .
أقيمت الندوة بإدارة وإشراف الأخ الشيخ هاني بن محمد اليزيدي مدير مديرية البريقة / عضو الحركة ، ومشاركة فاعلة من قيادات نسائية من المرافق الخدمية واتحاد نساء اليمن ، ومنظمات المجتمع المدني .
وقد أكد الحاضرون على أهمية الارتقاء بالمرأة من خلال تسجيلها حضورا فاعلا في كافة مناحي الحياة العامة للبلد .
وأشارت الندوة إلى الدور النضالي للمرأة في بلادنا إلى جانب أخيها الرجل ، قديما وحديثا .
ونوه الحاضرون إلى أهمية الحضور الفاعل للمرأة في المرحلة الانتقالية ، وما يترتب على ذلك من مشاركة فاعلة ، من أجل بناء الوطن ، وتنميته وازدهاره .
وفي نفس السياق قالت الناشطة ( أرينا علوي سليمان ) : أن هذه الندوة تأتي للتأكيد على أهمية تمكين المرأة قياديا وسياسيا ، حتى تكون هي الرائدة في مراكز الدولة ، وتكون هي صاحبة القرار وصانعة القرار ، وليس فقط تابعة لتنفيذ القرار .
وفي ختام الندوة أقترح الحاضرين عدد من التوصيات ، التي من شأنها ستفضي إلى تعزيز دور المرأة للقيام بدورها المجتمعي .
وختاما في 20 / 4 / 2019م أقامت الحركة ندوة بعنوان : " النجاح في المستقبل ، يبدأ بتنمية الشباب ، وتمكينهم في الوقت الحاضر "
وقد حضر الندوة العديد من قيادات السلطة والسلطة المحلية ، وقيادات المجتمع المدني ، والقيادات الشبابية والناشطون والمختصون .
و دار نقاش حول الدور المحوري ماضيا وحاضرا ومستقبلا للشباب ، الذي تجسد في الماضي القريب ، في الإنخراط في عموم الجبهات ، ضمن صفوف المقاومة الجنوبية ، التي دافعت عن عدن وأهلها والمناطق المحررة الأخرى ، وعن الدور الحالي للشباب ، في النهوض بالبلاد ، من حالة التردي الذي يعد امتدادا لنظام عفاش ، ومن ثم مشاركته في إنقلاب 21 /9/2019م منقلبا على إرادة المواطنين التي اختاروها جنوبا وشمالا .
تطرقت الندوت كذلك إلى الدور المحوري والمأمول من الشباب في بناء بلدهم ، بعد أن تضع الحرب أوزارها وإشراكهم في صناعة القرار بصورة فاعلة وواسعة
وقد أديرت هذه الندوات : تحضيرا وإدارة وإشرافا ، من قبل عضوا الحركة الاخوين :
- الشيخ هاني بن محمد اليزيدي
- المهندس / عبد الرب بن عبد الرب العمري
وشاركهما العديد من الإخوة والأخوات أعضاء الحركة ، الذي يصعب حصرهم هنا .