مولود جديد على الساحة اليمانية ، وضمن المشهد السياسي اليماني ، لا نعتقد بأنها – بعون الله – ستكون تكرار للموجود ، ولا نرضى لأنفسنا أن نكون إستنساخ لفشل عقيم ، عفى عليه الدهر وشرب .
الحركة المدنية الديمقراطية ، من خلال التسمية ، مولود يجمع بين روح العصر المتسارع نحو المستقبل ، وبين مدنية الإنسان التي صنعت تمدنه ، حينما إكتشف النار ، وأستوطن جنبات الأنهار، والبحيرات ، وشواطيء البحار ، وركب الفُلْك ، وقاد القوافل ، وسير الفتوحات ، وبشر برسالات السماء ، وشق عباب البحار ، ورحلات الشتاء والصيف براً ، متاجراً ، ومغامراً ، ومبشراً ، بفكرة أو بدين سماوي ، أو حالماً ، كان ناشداً لصناعة مجد بنيت عليه مدنية ، في سلسلة قديمة مبحرة نحو المستقبل السابق للآن الآينشتينية ، حتى وصل إلى العصر الذي لا نزال نحيا ونعيش مكتشفين أغواره ، وعلى جنباته ، وضمن حواشيه ، وعبر تخومه نمضي ، وعلى سهوله نسير ، وعبر بحاره نمخر عباب الخفايا والمكنونات ، غير مكتفين بما قد تحقق ، طامحين وطامعين للمزيد.
نحن طريق ثالث – بعون الله - : دثاره الحق ، والوسطية ، والحرية، والعدل ، وسيادة القانون ، والمساواة، والتصالح، والتسامح ، والتعايش ، والسلام ، والحب ، والأمن والأمان ، والإستقرار ، والإزدهار ، وبالتالي نبذ الحروب ، ورفض ثقافة الكراهية .
هذا في فضاءنا الإنساني العام .
أما في الفضاء الخاص المحلي :
فإننا لدينا أعداء ولدينا أصدقاء ، لن نكل أو نمل ، من مواجهة الأعداء ، والحفاظ على الأصدقاء ، أما الأعداء فهم دون أن نخجل في إعلانهم على الملأ وبين الأشهاد :
القات .. القاتل المدمر المهلك للحرث والنسل
الجهل .. الذي يتولد ويتمخض عنه كل قبح
الفقر .. المدمر للقيم ، والداعس على كل فضيلة
المرض .. المنهك للعقل العظيم والجسم السليم .
الفساد .. بشموليته ، دون الخوض في تفاصيله
المناطقية .. المرض الذي قاد ويقود دوما نحو الإحتراب
الطائفية العسكرية – المسلحة .. التي نحترق - اليوم - بنيرانها المهلكة .
ثقافة الكراهية ... التي تولد التطرف والعنف والإرهاب
ما ذكرناه آنفاً ، مصائب وكوارث رئيسية ، من أعداد من الأعداء متفرعة عما ذكر، أينما حلت،أو نزلت ،تفضي إلى " خراب العمران "
وأما الأصدقاء فمنهم :
خلو البلد من كل ما يُغَيِّب العقل ، ويدمر الجسم ، ويهلك الحرث والنسل ، وفي مقدمتها القات
العلم، تجفيف منابع المرض المادي والمعنوي، الحرية، العدالة، المساواة، الإتحادية، التصالح، التسامح، التعايش، السلام، الأمن والأمان، الاستقرار العام، التعاون، التضامن، الحكم الرشيد، النظام البرلماني النسبي، اقتصاد السوق الإجتماعي، الشفافية، النزاهة، الإزدهار والرخاء والنماء، الاكتفاء المادي، إحترام الآخر المختلف، حماية ابن السبيل ، والسائح ، والرحال ، والعابر لحدودنا ، والمقيم ، حماية حقوق الجماعات الأضعف في المجتمع الإسهام فيما من شأنه حفظ الأمن والسلم الدوليين، الإلتزام بالعهود والمواثيق الدولية، الاحتفاظ بعضوية وطنا في المنظمات الإقليمية والدولية، الإنفتاح على الإقليم والمجتمع الدولي.
ولكل ما ذكر ندعو شعبنا ، وجمهورنا ، للتعاطي معنا ، وفقا لمعطيات السلوك الذي سيراه ، ممارساً ، وصادراً عن الفعل اليومي لحركتنا، لا لما سيقوله عنا الآخرين ، لإن الآخرين لن يقولون عنا ما ينبؤ بفشلهم ، أو ما يعتقدون أنه صيحة عليهم ، مع العلم والتنبيه ، أننا لن نكون ضمن أي تشاكس محلي أو إقليمي أو دولي بعون الله . ولكننا سنكون بشر ينشدون الصلاح والخير لشعبهم وأمتهم ووطنهم والإنسانية قاطبة ، ليس إلا ..
والله الموفق.