في بلد يزخر بالتشظي، ويختنق بالانقسام، ويزدحم باللصوص، و يحتشد بالتدليس، و يحترب بالغباء، ويحترق بالجهل، ويتلاشى من جحيم القات، ويتمزق من المرض. حتى أن الحليم يصبح فيه حيران. ثم نكتشف، أن كل ذلك ما كان ليحدث، لو أن المجتمع تملك بالرشد، واحتفى بالفضيلة، وغادر الانقسام، وأقام، القانون، ونبذ التدليس والمخاتلة، وهجر الغفلة، وتسلح بالعلم، وتاب عن القات واجتثه اجتثاثا، وتحصن من المرض، ثم بعد كل ذلك استفتى قلبه ولو أفتاه المفتون.. فقرر : " مغادرة التخلف"، وسلك طريق الحكمة، والنهج القويم، لمن سبقونا، والدرب الآمن لمن عاصر نا، والسبيل السالك، لمن في الغدي لاحقونا، والسفر مستقبلا للباحثين عن النعيم.
إذن :
فمن الوعي، وعبر الوعي، و بالوعي، نعرف الماضي، ونستلهم الحاضر، و نستشرف المستقبل بعون الله .