ملخص لاهم القضايا التي تعاني منها مدينة عدن في الوقت الحاضر

اننا و نحن نقدم هذا الملخص لاهم القضايا التي تعاني منها مدينة عدن في الوقت الحاضر لا نريد أن ننكأ الجراح بل نريد أن نرفع فقط قراءة واعية ومتأنية ومن

 

دون تأويلات وخلفيات سوى ايصال صوت المواطن من مدينة أثخنتها الجراح..
ومن دون مقدمات اكثر.. نوجه هذا الخطاب من ابناء المدينة التي تكدست عليها المشاكل من كل الجهات و نرجو أن يؤخذ هذا الخطاب على محمل الجد والمسؤولية.


لقد ضاقت عدن من طول انتظار من يأخذ بيدها ويخلصها من الازمات وفصول العذاب و حتى من حماقات بعض ساكنيها.
لقد رفعت الشكوى الي كل من تسلم مواقع المسؤولية فيها.. وكل من رفعوا الشعارات و اطلقوا التصريحات و الوعود واوهمونا باننا قادمون على مستقبل واعد وحياة افضل لنا ولأجيالنا القادمة .. و عند العمل نكص كل منهم على عقبيه..
تعلمون فعلا ما يعانيه سكان هذه المدينة الصامتة تحت وطأة التهميش...
هي امور ليست بجديدة - فقد تم التطرق اليها مطولا من قبل العديد من الغيورين على هذه المدينة .. كتبوا عن تلوث البيئة والبسط العشوائي و غيرها من الامور وتمت الدعوة الى معالجة هذه المشاكل قبل استفحالها ولكن التسويف والفساد حالا دون ان تجد هذه المشاكل طريقها الى الحل و تكشفت ادلة واضحة على عدم صلاحية عقليات بعض المسؤولين ودونت الجمعيات والهيئات بلاغات كثيرة في هذا الامر.
و من جهته تناول الاعلام المسموع و المقروء قضايا عديدة ملحة و بالغة الاثر والتأثير على حياة المواطن ولكن في كل مرة يخرج المسؤولون بتبريراتهم الواهية بان الامور قيد الدراسة و النظر وانهم يعملون على حصر المشاكل و معالجتها بل و يدعون بأن لديهم مشاريع تنموية "عملاقة" يتم التخطيط لتنفيذها ليبقى الامر في الاخير مجرد كلام منثور ويبقى مستوى الخدمات في المدينة على حاله من السوء بل يزداد سوءاً وفي الاخير فأن الحقائق مهما تم إخفائها لابد أن تظهر على السطح يوما ما.

اننا نحاول ان ننقل هذا الواقع إليكم مباشرة ومن دون رتوش لأن مصير عدن فوق كل اعتبار.
لقد اصبح فعلا من الصعب جدا أن نجد شارعا نظيفاً فالنفايات منتشرة في كل مكان تملا شوارع المدينة وازقتها واسواقها وباتت المدينة مرتعاً للأمراض و الاوبئة كما بات من الصعب ايضاً ان نجد مرفقاً صحياً او تعليمياً او إنتاجيا او خدمياً يعمل بصورة طبيعية.

وفي اطار الصورة "القاتمة" كانت هناك بعض المبادرات الطيبة التي تستحق الاشادة و الشكر للقائمين عليها الا انها كانت مبادرات موسمية ومحاولات فردية لبعض المسؤولين لم ترتقي الى مستوى التغيير المطلوب.
اننا لعلى ثقة تامة بأنكم لا تريدون لهذه المدينة سوى الخير ولهذا فإننا ننتظر منكم ردا عمليا على كل ما طرحناه في هذا الملخص ونطمح ان نرى في المستقبل القريب إنجازات تتحدث عن نفسها .
و اليكم ابرز قضيتان ملحة تتطلب الوقوف امامها واتخاذ اجراءات نحو ايجاد الحلول لها.

1) تدهور مظاهر المدنية والحياة الثقافية
ان من أهم تجليات السلوك المدني ما يظهر في احترام الغير والاعتراف بالرأي الآخر والوعي بالحقوق والواجبات والتشبث بالقيم النبيلة كالعدل والتسامح والتضامن ونبذ العنف والخلاف والدعوة إلى العمل والمشاركة في الحياة العامة.
وقد عرفت عدن بأنها منارة للمدنية و حاضنة للثقافات المتعددة و بيئة خصبة للفكر و الثقافة و مصدر الهام للمبدعين.
لكن خلال العقود الماضية شهدت مدينة عدن تراجعاً كبيراً في مستوى المظاهر المدنية والسلوك المدني رمى بها في ذيل قائمة مدن العالم، و أثر ذلك على باقي مناحي الحياة فيها،
فكان من بين النتائج ان وجد جيل غير قادر على الإنتاج و بعيد كل البعد عن الاهتمام بالتطور و التغيير، و منشغل باهتمامات تافهة تبعده عن مسار التطور والنمو كما أدى ذلك إلى تشبع الجيل الجديد بقيم العنف و الهمجية في زمن ترفع فيه شعارات التحضر و المدنية.

مظاهر الإخلال بالسلوك المدني :
1. انتشار مظاهر حمل السلاح و الثارات
2. تدمير المعالم الاثرية
3. تراجع الحياة الثقافية ( المكتبات و المسارح و دور السينما و معارض الفنون و المتاحف)
4. انتشار العشوائيات
5. التعدي على الممتلكات العامة
6. التعدي على المحميات الطبيعية
7. انتشار ظاهرة المليشيات المسلحة

إن مظاهر الإخلال بالسلوك المدني كثيرة و متعددة و متنوعة في أيامنا هذه، حيث ظهرت سلوكيات كانت إلى عهد قريب غريبة عن مجتمعنا و هي بكل تأكيد سلوكيات تفتقد الى القيم الإنسانية، و حين نتحدث عن الإخلال بالسلوك المدني فيجب ألا نغفل أن المسؤولية مشتركة بين الدولة و المجتمع كما لا نغفل الدور المهم للتعليم واقتصاره فقط على تمرير المعارف للطلاب دون الاهتمام بالجانبين السلوكي و الوجداني اللذين يشكلان الشخصية المدنية ذات السلوك الحضاري الواعي.

2) ظاهرة انتشار حمل السلاح
لقد انتشرت ظاهرة أسواق بيع الأسلحة بمختلف أنواعها حتى أصبح بيعها مثل بيع بقية السلع الأخرى، مما شجع الكثير على شراء الأسلحة.
فمن الآثار السلبية لحمل السلاح انتشار عادة «الثأر» والتي ينجم عنها إثارة الفتن وتزايد الاقتتال بين أفراد المجتمع، كما أن من شأن عادة حمل السلاح أنه يؤدي إلى سهولة اعتداء كثير من الأفراد على بعضهم البعض لمجرد اختلافهم في منازعات بسيطة كان يمكن حلها عن طريق القانون والمحاكم.
كما ادى انتشار السلاح الى تكيل الجماعات المسلحة من البلاطجة ممن يبسطون على الأراضي و الممتلكات العامة و الخاصة وادى ذلك الى فوضى عارمة وفتن و نفور رأس المال من الاستثمار و بسبب سوء استخدام الأسلحة قدرت خسارة الاقتصاد نتيجة عدم الاستقرار وزعزعة الامن بالمليارات.
ونستخلص مما سبق أن حمل السلاح قد أدى إلى آثار سلبية ضد التنمية والاستثمار والسياحة، فضلاً عن إهدار الأرواح والممتلكات العامة كما ازهقت ارواح كثيرة بسبب المنازعات الشخصية المسلحة و بسبب الرصاص الراجع وهو ما يتعارض والشريعة الإسلامية التي تنهى عن قتل الأنفس بدون حق «ومن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا»، كما تنهى عن إهدار الأموال لقوله عليه مالسلام في حجة الوداع: «ألا إن أموالكم ودماءكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا».